أينما ولّيت فإنك مُحِب وبمن استهزأت فانك مبتلى أكان الحُب اضحوكه؟ راه البعض قد جنّ ورأته امه بانه داءً ما قد اصابه عندما أحبها ترك العالم أجمع ولى وادبر ثم ذهب ليكتبها في قصائده ويراها في اغنيات طلال ويتخيّلها في صور ظلماء عندما أحبها أحبّ العالم أجمع حتى ألم الفقد قد شُفي منه وطرق الظلام قد اُنيرت له وسبل الصعاب سهُلت امامه، أحبها حتى أنه ظن انه خّلق ليحببّ قلبها ويقبّل ثغرها لينسى مرارة الأيام وليتنعّم بحبّها، أحبها حتى انه توارى عن غيرها سخّر قلبه لها واذاب قساوة قلبه عند عيناها ذكرها في اول دواوينه دون خجلٍ او خوف خلع جهل عربه ولبسها جسدًا، أصبحت كفرِه المقبول وذنبه المُغفور، محى بها كل ماضٍ قد عاناه وكل حزنٌ قد اصابه ظل يرددّ:
لو اجتمعت الانس والجن على ان يخلعوك من قلبي لحبستك بين اضلع يساري ولضممتك لفؤادي ولو عُدت لرشدي لأحبّبتك برُشدي وجنوني ولقبلتك تسع وتسعون قُبله وختمت بها على جبينك ولو لامني بك لائم او عاذلٍ لصّميت مسامعي عنهم ثم وليت مدبرًا عنهم اجمع، سأحبك بقسوة بدوٍ وجاهلية الظلماء سأحبك حتى يذكروني في كل مشهدٍ ودليلاً سأحبك حتى أقبّلك حلٌ وحلالاً وحتى يكتبك الله لي دون ذنب او كفر سأحبك حتى يفنى الحب او أفنى أنا.